على خطوط الجبهة الأمامية في شرق سوريا، يلهو عامر خليفة بسيف وجده ورفاقه المقاتلون في قوات سوريا الديموقراطية داخل منزل في بلدة الباغوز، حيث يقاتل الإرهابيين "ثأراً" لشقيقه وأبناء عشيرته الشعيطات.

وعلى غرار آخرين من أبناء الشعيطات، إنضم عامر (22 عاماً) في العام 2016 إلى صفوف قوات سوريا الديموقراطية، ائتلاف فصائل كردية وعربية مدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميركية.

ووضع نصب عينيه الانتقام لمقتل شقيقه وعدد من أقربائه.

ويقول الشاب المتحدر من قرية أبو حمام "عارض والدي انضمامي للقتال، كوني أصغر أبنائه لكنني لم أستمع إليه".

ويضيف "أريد أن أثأر لأخي وأقربائي.. وأن أقاتل حتى تنتهي المعركة، وبعدها سألاحق خلاياهم النائمة".

وانضم عامر إلى صفوف قوات سوريا الديموقراطية، إثر فراره من مناطق سيطرة التنظيم بإتجاه الحسكة (شمال شرق)، هرباً من التجنيد الإجباري الذي اعتاد الإرهابيون فرضه على الشباب في مناطق سيطرته.

لم ير عامر جثة شقيقه (26 عاماً) أو أخواله وابن عمه منذ هجوم 2014، لكنه يبدو واثقاً أنهم قتلوا على يد التنظيم. ويروي أنه منذ ذلك الحين لم تسمع العائلة عنهم شيئاً، ولم يجدوا أثراً لهم حتى في المقابر الجماعية التي تم العثور عليها لاحقاً.

وعثر سكان في 17 ديسمبر 2014 على مقبرة جماعية في محافظة دير الزور، حيت جثث 230 شخصاً من أقاربهم أعدمهم التنظيم، جميعهم من عشيرة الشعيطات.

ومنذ تأسيسها في أكتوبر 2015، شكلت قوات سوريا الديموقراطية رأس حربة في المعركة ضد التنظيم المتطرف في سوريا بدعم من التحالف الدولي.

وتمكنت من طرده من مساحات واسعة في شمال وشمال شرق البلاد، أبرزها الضفاف الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور إلى قسمين.

وتضم هذه القوات التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، نحو 30 ألف مقاتل، بينهم خمسة آلاف عربي، بالإضافة إلى مقاتلين سريان وتركمان.

في مبان من طابق واحد، يتخذ المقاتلون من عشيرة الشعيطات مقرات لهم، بعد أيام من تقدمهم في بلدة الباغوز.